يعــــد قيام الطفل بقضاء معظم وقته أمام برامج التلفاز من أهم عوامل السمنة لدى الأطفال في السعودية ودول الخليج والذي قد يعرض الأغلبية منهم للإصابة بداء السكري ومشاكل العظام لما يسببه من عدم تنظيم للوقت وخمول وعدم رغبة الطفل في ممارسة أي نشاط حركي يساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة والدهون المختزنة في الجسم.
وفي هذا الإطار، أشار أخصائيو التغذية إلى أن الأطفال الذي يشاهدون التلفاز لفترات طويلة يكثرون من تناول البيتزا والوجبات الخفيفة المملحة والصودا والمشروبات المحتوية على الكافيين، كما أنهم يتناولون كميات أقل من الفاكهة والخضراوات والعصائر الطبيعية مقارنة بالأطفال الذين يمضون أوقاتهم في ممارسة أنشطة مفيدة أخرى كالسباحة أو تنسيق الحدائق أو القراءة.
ووفقاً للدراسات الحديثة الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال مؤخراً، وجد أن الأطفال الذين يقضون حوالي 7 ساعات يومياً أمام البرامج الكرتونية قد يواجهون آثار نفسية سيئة بسبب تعرضهم لموجات التلفاز الكهرومغناطيسية والتي تصيبهم بالقلق والأكتئاب والشيخوخة المبكرة.
كما أن قضاء العائلة أوقات طويلة أمام التلفاز يضعف من علاقاتهم الاجتماعية ويقلل من أوصال الترابط بينهم وبين محيطهم الخارجي.
ومن هذا المنطلق قدم بحث استقصائي إحصائيات عن نسبة مشاهدة الأطفال في السعودية للبرامج التليفزيونية ووجد البحث أن حوالي 70% من الأطفال أكثرهم من الإناث يشاهدون التليفزيون لمدة 3- 4 ساعات يومياً، وأن 74% من الأطفال يفضلون قضاء وقت العطلات في مشاهدة البرامج الكرتونية وأفلام العنف دون رغبة منهم في ممارسة أي نشاط بدني مع الأصدقاء خارج المنزل.
كما حذر علماء النفس السيكولوجي من نتائج عدم انتباه الأسرة إلى نوعية البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الطفل والتي تؤثر سلباً على تكوين شخصيته ونظرته إلى الأمور وطريقة تعامله مع الآخرين ودرجة اندماجه في المجتمع.
ومن هذا المنظور يؤكد مستشارون العلاقات الأسرية والتربوية على أن انشغال الوالدين عن طفلهم سواء بالسفر أو العمل قد يؤثر سلباً على حالته النفسية ويدفعه إلى اتخاذ الألعاب الالكترونية والتلفاز والانترنت صديقاً ودوداً له يمضي مع وقته ويشعره بالبهجة والسرور بعيداً عن الشعور بالوحدة والملل من البقاء بمفرده.
وفي هذا الإطار يعدد أخصائيو التغذية مجموعة من النصائح الغذائية التي تساعد الأم في إعداد برنامج صحي يومي يعتمد على النشاط الحركي وممارسة الأنشطة البدنية المحببة مع طرح أهم الوسائل التربوية التي تساعد الطفل في الإقلاع عن البرامج التليفزيونية و الألعاب الإلكترونية، والتي من أبرزها:
* حافظي على حالة طفلك النفسية وذلك بعدم إحراجه بموضوع الطعام والوزن الزائد أمام أصدقائه أو أفراد عائلته. ووفقاً لهذا يؤكد علماء النفس أن الطفل عندما يشعر بالحرمان من الطعام بسبب زيادة وزنه يزيد لديه الرغبة لتناول أطعمة غير صحية غير مبالياً بزيادة الوزن.
* ضعي حدوداً للوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة التلفزيون أو استعمال الأجهزة الإلكترونية. مع إبدال تلك الأنشطة بأنشطة حركية تجعل الطفل أكثر نشاطاً وحيوية.
* اطلبي من أفراد عائلتك مشاركة طفلك رياضته المفضلة من خلال تخصيص يوم معين في الأسبوع لممارسة لعبة معينة حسب ميول الطفل مثل كرة القدم أو كرة السلة أو الكرة الطائرة.
* لا تسمحي لطفلك بمشاهدة التليفزيون أو تصفح الانترنت بمفرده وأحرصي على مشاركته في أنشطة عقلية مفيدة كالشطرنج أو لعبة تكوين الأشكال (الليغو).
* أوجدي خطة إيجابية لتغيير نمط الحياة الخامل في حياة الطفل من خلال تخصيص وقت يومي لممارسة بعض الأنشطة الحركية كممارسة رياضة الإيروبيك لمدة 15 دقيقة يومياً.
* اهتمي باكتشاف مواهب الطفل وقدراته العقلية تجاه الأشياء والعمل على تنميتها؛ فكل طفل يحمل داخله موهبة كالرسم أو الكتابة أو إجادة رياضة معينة كالسباحة أو الباليه مما يتيح للوالدين فرصة الاستفادة من تلك المواهب في استثمار وقت فراغ أطفالهم بعيداً عن مشاهدة التليفزيون أو الألعاب الألكترونية.
* أظهرت دراسة سلوكية حديثة أن الأطفال الذين يحجمون عن مشاهدة أفلام الحركة والعنف بعد بلوغهم خمسة أعوام لا يتعرضون لمشكلات اجتماعية أو سلوكية.
* شجعي طفلك على تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز، فمشاهدة التلفاز لمدة طويلة يدفع الطفل على تناول المزيد من الطعام المصحوب بتناول المشروبات الغازية والشوكولاتة.
* شاركي طفلك إعداد أجندته اليومية من خلال طرح أفضل البدائل والخيارات أمامه لخطة اليوم التالي ويفضل في تلك الحالة إعداد خطة كاملة على مدار الأسبوع.
* تجنبي إلقاء اللوم في سمنة طفلك على عاتق الجينات الوراثية فقط؛ فبالرغم من أن الجينات تلعب دوراً أساسياً في إصابة الطفل بالسمنة أحياناً؛ إلا أنه في معظم الحالات تعزى مسببات السمنة إلى عوامل سلوكية خاطئة وعادات غذائية غير صحية يكون مصدرها قلة التوعية الصحية بالمنزل أو المدرسة.
* اهتمي بمعالجة الجوانب النفسية والسلوكية الناتجة عن مشاهدة التليفزيون فمثلا إذا كان طفلك مكتئباً أو يعاني من نقص تقدير الذات، فإنه يكون أكثر قابلية للإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية والإقلال من ممارسة الرياضة والإكثار من عدد ساعات مشاهدة التلفاز أو تصفح الانترنت أو ضياع الوقت في ألعاب الفيديو. في هذه الحالة يُنصح الوالدين بتعزيز احترام الطفل لنفسه وزيادة تقديره لذاته عن طريق الإكثار من الثناء والتشجيع وفتح أبواب من الحوار الإيجابي من خلال مشاركة الطفل برأيه في مسئوليات الأسرة.